يالصور.. ختام ورش منحة نقطة انطلاق بمركز الفنون بالفيوم
أقيم اليوم بمركز الفيوم للفنون حفل ختام وعرض نتاج ورش منحة نقطة انطلاق بالتعاون بين مؤسسة ساويرس، ومركز الفنون للفنون برئاسة الفنان محمد عبلة، وذلك بحضور محافظ الفيوم والدكتور وليد قانوش رئيس قطاع الفنون التشكيلية.
وفي بداية الحفل قال محافظ الفيوم سعيد جدا بمشاركتي هذا الحدث المهم، وقرية تونس أصبحت منارة للثقافة والفنون في الفيوم، وأشكر الفنان محمد عبلة لما يقدمه من جهد لجعل هذه المنطقة قبلة للفن والفنانين.
ومن جانبه قال الفنان محمد عبلة، لقد حضرت إلى قرية تونس من ٣٨ سنة، وكانت الوضع صعب للغاية، ولكن مع الوقت استطعنا بالفن أن تصل إلى ما وصلنا إليه الآن لتصبح قرية تونس محط انظار العالم.
وأضاف عبلة، مركز الفيوم للفنون هو محاولة لرد الجميل للمحافظة التي عشنا بها أجمل أيام حياتنا، وأنا سعيد بشراكتنا مع مؤسسة ساويرس لتوفير منحة لأربعة من شباب الفنانين، ليقدموا ما لديهم من فنون.
وقال الفنان محمد عبلة، عن المنحة، هذه المنحة فرصة كبيرة للفنانين الشباب للعيش والعمل في هذه البيئة الفنية التي بنيناها على مر السنين. فأن تكون قادرا على التركيز بشكل كامل على فيك. وتتعايش مع فنانين آخرين تتبادل معهم التجربة وتتعمق فيها - إنها فرصة فريدة ومهمة. أنا نفسي كنت محظوظا بما يكفى للمشاركة في بيوت إقامة مختلفة للفنانين وأعرف أن تلك التجارب كانت لا تقدر بثمن وانها تشكل شخصيتك وعملك على مدى الدافع الرئيسي هو تعريف الجمهور المحلي والدولي بكل جوانب المجتمع المصري عن طريق معالجة الموضوعات الاجتماعية والسياسية من خلال طبقات معقدة التركيب.
وأضاف، الهدف من إقامة الأنشطة الاجتماعية هو جزء من رد الجميل للبيئة والمجتمع الذي يعيش فيه الفنان كانت الفكرة هي التركيز على جيل الشباب في المجتمع واستخدام الفن كأداة قوية للتغيير. في كل شهر أقيم نشاط اجتماعي. شارك الفنانون المقيمون في يوم للأطفال قدموا لهم فيه ورش عمل فنية متنوعة. في الشهر التالي كان اللقاء على ضفاف البحيرة لجمع القمامة وإعادة تدويرها مما أدى إلى عمل تمثال كبير الحجم ليكون شاهدا علي النفايات وتأثيرها المباشر علي البيئة والحياة البرية. النشاط الأخير كان يوما لرسم الجداريات، وفيه أتيحت للأطفال فرصة للحصول على لمحة حول ما يعنيه بناء البيئة التي يعيشون فيها
بأيديهم وجعلها أجمل. تركت تلك الأنشطة التي قام بها الفنانون الشباب تأثيرًا إيجابيا على المجتمع، كما تعلموا دروسا قيمة لا تقدر بثمن، دروشا ساعدتهم للنمو على مستوى مختلف.
من الفنانين المشاركين في المنحة إبراهيم صلاح، من مواليد المنيا عام ١٩٩٣، لم يدرس الفن لكنه علم نفسه بجهود ذاتية. قدم أكثر من عمل ميداني كبير في عدة محافظات مصرية بخامات معاد تدويرها. عن الإقامة الفنية بمركز الفيوم للفنون "كانت المنحة مفيدة للغاية بالنسبة لي حيث تركت أثرا على أسلوبي الفني. كنت قبل المنحة أقوم فقط بأعمال ميدانية كبيرة الحجم، ولكن بعد قبولي في منحة الإقامة الفنية بالفيوم استطعت أن أضع أفكاري الخاصة في أعمال من الحجم الصغير بحيث يمكن لي المشاركة بها في المعارض. كانت المتابعة والإرشاد من فنانين كبار من ذوي الخبرة الفنية العالية بمثابة إضاءة ساعدتني على تصحيح طريقي في العمل الفني، وعلى تصور أفكار جديدة والتوصل لنتائج جيدة في أعمالي. أرى أن هذا المشروع هو بالفعل "نقطة انطلاق" حقيقية بالنسبة لي."
ويقول الفنان أحمد مجدي أحد المشاركين في المنحة، "من أول يوم في الفيوم كان لي هدف محدد وهو العمل على معرض شخصي. ولكن بعد أول إسبوع من إقامتي أدركت أن المكان يتمتع بكثير من المميزات التي ينبغي استغلالها بشكل أمثل. المكان يوحي بالكثير من الشخوص والموضوعات، من هنا سمحت لنفسي ولأول مرة بخوض تجربة العمل بحرية مطلقة، حيث الاستمتاع بكل لحظة وإقامة حوار رحب وخاص مع كل عمل أقوم به دون النظر للنتيجة. ساعدتني تلك التجربة على الوصول إلى نقاط بداخلي أبعد مما أتصور كما ساعدني على تخطي تجارب سابقة كان دائما الهدف منها إنتاج فني تقييمي. تخلصت أثناء المنحة من تلك الفجوة وتحررت من تلك الضغوط. أتاحت المنحة لي الفرصة للعمل على عدة تجارب وموضوعات مختلفة ناقشنا من خلالها عادات وتقاليد زواج القاصرات والثأر والزار الشعبي. تنوع الإنتاج من رسم شخوص من الفيوم ومناظر طبيعية من المكان وأحداث يومية. كل ذلك التنوع في الموضوعات وطريقه التنفيذ قد أضاف لي الكثير والكثير من الخبرات. كانت تجربه رائعة ساعدتني في اكتشاف ومعرفة الكثير عن نفسي، وعن أساليب وتقنيات لها الفضل في الإضافة لرؤيتي وإنتاجي الفني.
ومن الفنانين المشاركين، الفنانة إنجي عمارةولدت إنجي عمارة بالإسكندرية عام ۱۹۹۳ درست الفنون الجميلة بجامعة الإسكندرية. وتخصصت في النحت وتخرجت عام ۲۰۱۷ برزت في الحركة الفنية المصرية منذ سنوات الدراسة عن طريق المشاركة بالعديد من المعارض الجماعية المحلية.
بعد تخرجها التحقت ببرنامج «ماس الإسكندرية | Mass Alexandria) وهو برنامج الدراسة الفنون المعاصرة تم إقامته في ۲۰۱۹/۲۰۱۸. بعد ذلك شاركت في مهرجان «تشويش للنسوية بتنظيم من معهد جوته بالقاهرة عام ۲۰۱۹ كما اشتركت بجمعية الفنانين والكتاب وشاركت كفنانة مقيمة بمراسم أتيليه الإسكندرية من ۲۰۱۹ حتى ٣٠٣٣. في العام الماضي، شاركت إنجي في سمبوزيوم أسوان الدولي لنحت الجرانيت، وتم عرض أعمالها بالمتحف المفتوح بأسوان.
وعن الإقامة الفنية بمركز الفيوم للفنون تقول: تحمست كثيرا لفكرة الإقامة الفنية بالمركز خصوصا لأهمية الفيوم كونها أرض الفخار من هنا جاءني الشغف بالعمل عليها وإعادة استخدامها لتقديم تجربة جديدة - مستوحاة من معتقدات المصري القديم وإيمانه بفكرة البعث والخلود وتعبيره عن الطاقة الأنثوية والذكورية معا مثلما رأينا في تجسيد أخناتون، وأيضا فكرة التعبير عن الروح وإمكانية تنقلها من جسد كائن حي - لجسد كائن حي آخر. دائما يشغل تفكيري التعبير عن الروح وقدراتها غير المنتهية والتحرك بكامل الحرية.
الفنانة دينا صموئيل، فنانة تشكيلية تعمل حاليا مدرس مساعد في قسم التصوير بكلية التربية الفنية أقامت معرض شخصي بمتحف محمود مختار وشاركت في عدة فعاليات فنية مثل ملتقى الأقصر الدولي للتصوير وملتقى مراسم النوبة.
عن الإقامة الفنية بمركز الفيوم للفنون تقول، ترتكز تجربتي الفنية على بحثي المستمر في قضايا الهوية من خلال تصوير لقطات ذاتية في لوحات سردية تسلط الضوء على قصة فتاة تعيش في المجتمع المصري في القرن الحادي والعشرين. عند حصولي على منحة نقطة انطلاق كان كل ما يشغل بالى هو الوقت المتاح للإبداع والعمل على تجربتي الفنية ولكن عندما ذهبت للفيوم التقيت بفنانين من مختلف الثقافات واستمتعت بالإنتاج الفني لسكان قرية تونس في الخزف، كما قمت بعدة زیارات لاستكشاف الطبيعة المميزة للفيوم. ساهمت كل تلك التجارب والخبرات الثقافية والبصرية في إضافة أبعاد جديدة لتجربتي الفنية من أبرز تلك المؤثرات التبادل الثقافي مع فنانين من مختلف الدول حيث كنا نتشارك الأفكار ونتحدث عن الفن بشكل يومي. كما كانت لطبيعة الفيوم دورا مهما في إعادة استكشاف وتجريب "بالتات" لونية جديدة مستلهمة من تأثير الضوء الطبيعي على التحليل اللوني للعناصر. كما تأثرت بالدور الثقافي والفني والاقتصادي للخزف في قرية تونس. وقد ألهمني الإبداع التقني الظاهر وتضافرت كل تلك المؤثرات تاركة أثرا ملحوظا في تجربتي الفنية.
جدير بالذكر أن الفنان محمد عبلة، ولد عام 1953 في بلقاس بدلتا النيل المصرية. بعد تخرجه من كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية (1973)، انطلق عبلة في رحلة مدتها سبع سنوات حول أوروبا، حيث زار متاحف في إسبانيا وفرنسا وبلجيكا وألمانيا، وفي نهاية المطاف، درس النحت والجرافيك في فيينا وزيورخ.
أقيم معرضه الفردي الأول في جاليري هوهمان هامبورغ ألمانيا (1979)، تلته عروض في العديد من الأماكن والبلدان. منها جاليري إيوات لپوواردن، هولندا (1989) وارت هول، أوريبرو، السويد (1991) والأكاديمية المصرية في روما. إيطاليا (1991).
في عام 1994 فاز الأولى في بينالي الكويت، وتلتها الجائزة الكبرى في بينالي الإسكندرية، مصر عام 1997، وشارك أيضا في العديد من الفعاليات الفنية الدولية مثل بينالي هافانا كوبا، وكان عمله جزءا من عدة معارض جماعية في أماكن مختلفة، منها المتحف البريطاني في لندن ومتحف الفنون في بون.
فاده قيامه بالتدريس في مؤسسات دولية مختلفة إلى تأسيس مركز الفيوم للفنون في عام 2006 في عام 2009، أسس متحف الكاريكاتير بالفيوم، في عام 2022 حصل عبلة على وسام جوته الألماني المرموق عن إنجازائه الحياتية.
تأسس مركز الفيوم للفنون عام 2006 على يد الفنان المصري محمد عبلة بهدف إنشاء منصة لدعم وتمكين الفنانين في مصر وخارجها. ونظرًا لإيمان المؤسس القوي بالتأثير الكبير للتبادل الثقافي على عمل الفنان استضاف المركز برامج متنوعة تجمع الفنانين من كل أنحاء العالم مغا للتعاون والإبداع الفني من خلال رد الجميل للمجتمع المصري والدولي، فإن مركز الفيوم للفنون عازم على دعم القضايا والمبادرات التي تسعى جاهدة للمساهمة الإيجابية في المجتمع العام والبيئة.
وينظم المركز معارض ومبادرات اجتماعية تهدف للتوعية بعدد من القضايا، ويعد المركز أيضا موطنا لأول متحف كاريكاتير في إفريقيا والشرق الأوسط، والذي يحتوي مجموعة تضم أكثر من 500 عمل فني أصلي لفنانين مصريين وعرب المشاركة بين مركز الفيوم للفنون ومؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية أدت إلى تعاون فريد، حيث كرس الكيانان مغا لإنشاء منحة نقطة انطلاق"، وهي أول منحة إقامة فنية احترافية للفنانين في مصر، حيث يمكن للمواهب المصرية الشابة التركيز بشكل كامل على إبداعهم وتطورهم الفني للوصول إلى النمو المكتمل على المستوى الشخصي والمهني. أظهرت الإقامة أهمية مثل هذه البرامج للشباب من الفنانين.
هناك تحول واضح فى شعورهم بالثقة في عملهم وفي التجارب التي استكشفوها. كما أتاح لهم العيش والعمل مع فنانين آخرين في فرصة للتبادل والتعلم من بعضهم البعض بشكل يومي. إن مشاهدة الفنانين الشباب وهم يستفيدون من هذه التجربة. ومتابعة تقدمهم هو تأكيد على أهمية الاستثمار في الأجيال الشابة. وقد كان لهم أيضا تأثير حقيقي وإيجابي على سكان القرية ، وهو إنجاز آخر ، وخطوة نحو مستقبل إيجابي في مشهد الفن المصري.